إن متطلبات القرن الحادي والعشرين تفرض على النظم التعليمية المختلفة تزويد الطلاب بمجموعة من المهارات المختلفة اختلافاً جذرياً عن تلك التي كانت سائدة في العقود السابقة. وبشكل أكثر تحديداً فإن هذه المتطلبات تفرض على المدارس أن تركز على ما يعرف بمهارات القرن الحادي والعشرين.
وفي هذا الصدد حددت منظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي والعشرين وهي:-منظمة مؤلفة من شركاء تجاريين وصناع سياسة و معلمين.
بعض الإرشادات الخاصة بالمهارات الضرورية للمتعلمين المستقبلين تضمنت مجموعة من المهارات والتي شملت التفكير الناقد، والتعاون، وإصدار الأحكام، والتنور المعلوماتي، والتنور الوسائطي، والتعامل مع التطبيقات التقنية، والمهارات الاجتماعية والعبر الثقافية، والقيادة والمسؤولية، والتنور الاقتصادي والتجاري، والكفايات الرقمية، والمرونة والقابلية للتكيف، والمبادأة والتوجه الذاتي، وفهم القضايا الكونية.
ولكي نتمكن من تنمية هذه المهارات بفاعلية لدى الطلاب، فإنه يتعين أن يتوافر لدينا معلمون يتسمون بخصائص وسمات المعلم الفعال في القرن الحادي والعشرين حتى تكون هناك مخرجات تعليمية ذات جودة عالية بالنسبة للمعلم وللمتعلم على حد سواء.
ففي عام 2000م قامت عدد من الحكومات ومنظمات التطوير وغيرها من التجمعات الأكاديمية بفحص مدى ارتباط التعليم بالتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتوقعة في القرن الجديد حيث تُظهر تحليلات سوق العمل الأمريكي، على سبيل المثال أنه على مدار الخمسين عاماً الأخيرة انخفض عدد الوظائف التي تتطلب أنشطة يدوية تقليدية؛ بل وحتى تلك التي تتطلب مهام معرفية تقليدية بدرجة كبيرة بينما ارتفع عدد الوظائف التي تتطلب مهام شخصية وتحليلية غير تقليدية.
وفي تقرير وظائف المستقبل 2040 والذي اصدرته مؤسسة استشراف المستقبل ومقرها أبو ظبي وقدمت نبذه عن 157 وظيفة ستصبح ضرورة خلال القرن الحادي والعشرين بناء على تقرير خبير الاستشراف توماس فري وكان من بين وظائف جيل ألفا كما سماها الحاجة إلى صيانة ومراقبة وتشغيل الروبوتات، علماء ومحققون ومستخرجون للبيانات، موظفو ومشغلو مراكز الطائرات بدون طيار، مدربــون ومشرفون مستقلون معززون بقدرات الذكاء الاصطناعــي.
فالعمل على احتياجات المستقبل من الكفاءات التعليمية ومواكبة التغير العالمي والبشري ضرورة نعمل على تحقيقها بالشراكة مع جميع مؤسسات الوطن.