يقرر أستاذ استراتيجية التعلّم المسرّع (الأمريكي دايف ماير) أن المعرفة الحقيقية هي ما يقوله الطالب لا ما يقوله المعلم، وأن التعلم الحقّ هو ما يفعله الطالب لا ما يؤديه المعلم، داعيا وفق هذه القاعدة إلى العودة إلى الحياة الطبيعية الفطرية في الاكتساب المعرفي والمهاري، حين كان طفل ما قبل المدرسة يتعرف على الأشياء عبر المحاولة والخطأ، والاكتشاف التعلّمي، حيث تثبت الدراسات النفسية أن الطفل في عامه السادس يمتلك ما يقارب 95% من الملكة الإبداعية، ثم تبدأ في التناقص لتصل بعد خمس سنوات إلى 5% نتيجة لقولبة الحالة التعلّمية، ودخول الطالب ضمن الأطر الصلبة المحدودة التي قد يفرضها المنهج أو طريقة التدريس أو أسلوب المعلم.
وتؤكد هذه الاستراتيجية على أن مهمة المعلم لا تقوم على تقديم المعلومات، ولكن هندسة بيئة تعلّمية حقيقية عبر عدد من الخطوات أو المراحل التي يمكن لعجلة التعلّم أن تتزود بها أثناء حركتها واستمرارية دورانها، إذ تمثل كل مرحلة ربعا من أرباع العجلة، وتلكم المراحل أو الأرباع هي:
إن تلكم المراحل الأربع هي من الأهمية بمكان، وهي في الواقع الخطوات التي كنّا نتعلم عبرها كثيرا من المهارات: السباحة، ركوب الدراجة الهوائية، واللعب بالدمى.. إلخ، وهي ضرورية لكل معلم أو مدرّب أو ولي أمر، خاصة فيما يتعلق بإكساب الأبناء أو المتدربين المهارات اللازمة، من أجل ترسيخها، وجعلها أدوات محترفة في مواجهة المواقف الحياتية المختلفة.
خلاصة القول: التعلم السريع (المسرّع) منهجية وفيرة العائد، وموفرة للجهد والمال اللذين ينفقان على التعليم، تلامس باقتدار ومهنية عالية حاجات المتعلم/المتدرب في ربط وثيق بين أهم مرتكزات الكينونة الإنسانية: الجسم والعقل والعاطفة.
مشرف التدريب
يحيى بن محمد العلكمي